امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التلفزيون السوداني وبرنامج (نبع المعارف) الطالباني :السلام والديمقراطية والوحدة في السودان بحاجة لمشروع إستنارة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عرمان محمد احمد

عرمان محمد احمد


التلفزيون السوداني وبرنامج (نبع المعارف) الطالباني
السلام والديمقراطية والوحدة في السودان بحاجة لمشروع إستنارة
عرمان محمد احمد

برز الثعلب يوماً في شعار الواعظينا
ومشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا
ويقول:الحــمد للــه إلــه العـالمـينا
يا عبادالله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطيران العيش عيش الزاهدينا
واطلبواالديك يؤذن لصـلاة الصبح فينا
…….
فاجــاب الديك : عذراً يا اضل المهتدينا
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
انهم قالــوا وخير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يومـاً ان للثعلب دينا
امير الشعراء (أحمد شوقي)

كلمة (الطالبان) في لغة البشتو تعني(الطلبة). و الطالبان الذين حكموا افغانستان، وعاثوا فيها فساداً، و جلبوا لأهلها الويلات والغزو الأجنبي، و قاذفات القنابل وطائرات الشبح والتورنيدو وصواريخ توما هوك الأمريكية،جلهم من الطلبة الذين تخرجوا من جامعة (افغاني إسلامي) أو من كليات الشريعة،التي تدرس الفقه والنحو والصرف، وتخرج فقهاء تجمدت عقولهم وتحجرت بين حواشي ومتون الفكر السلفي، فغدوا لايفقهون شيئاً عن معارف الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي المعاصر.
وقد عرض التلفزيون السوداني قبل ايام برنامج أسمه (نبع المعارف) وصف فيه بعض المشاركين من طلبة روابط (المؤتمر الوطني) او الجبهة الإسلامية الحاكمة، الجنوبين من جيش الحركة الشعبية بالكفار، في الوقت الذي عرض فيه التلفزيون السوداني، صوراً لاحد أمراء المجاهدين (علي عثمان محمد طه) وهو يقهقه ملئ شدقيه مع (كفار) الحركة الشعبية، اثناء اجتماعهم الذي بحث في كيفية تقسيم عائدات الضرائب والجمارك وغيرها من إيرادات الدولة العامة، بين حكومة الشمال التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني، وحكومة الجنوب التي تسيطر عليها الحركة الشعبية. وقد نبعت من ذلك البرنامج العجيب (معارف) لاتمت لروح الدين والواقع المعاصر بصلة، منها ان (الفتوي) لا يشترط فيها ( الذكورة والحرية) بمعني انه يجوز للنساء والعبيد الإفتاء في امور الدين! كما وردت في البرنامج اسئلة عن احد فقهاء العصور الوسطي كالأتي:
- مؤلف كتاب (المغني ) ابن قدامة، ما اسمه ومتي ولد واين؟
أجابت شابة من (كلية الدراسات البئية ودرء الكوارث- بجامعة الرباط الوطني) وذكرت اسم الفقيه بن قدامة حتي جده السابع: ((هو موفق الدين ابو محمد عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة بن المقدام بن نفل المقدمي الدمشقي ولد في مدينة نابلس سنة 541 هجرية)). وحصلت الطالبة علي جائزتين بدلاً من جائزة واحدة (كتاب لباب النقول في اسباب النزول) مع (ساعة حائط فاخرة) لأ نها تفوقت علي الجميع و((اجابت علي سؤال استعصي علي قرابة الستين شخصا))! من الحاضرين بالأستديو حسبما أوضح مذيع(نبع المعارف)!! وأستمرت الأسئلة : تلاميذ ابن قدامة من هم؟ و ماهي مؤلفاته؟ و من الأجابات عرف المشاهد ان تلاميذ بن قدامه هم: الحافظ بن الجليل أو( الحافظ بن خليل) - العز اسماعيل بن القراء- الحافظ الضياء المقدسي- و الحافظ بن النجار -الجمال بن المصيرفي- العز احمد بن العماد- ومن أساتذته: حيدر بن عمر العلوي-هبة الله بن الحسن -أبو الفتح ابو المقدام - ومن مؤلفاته: الكافي في الفقه- لمعة الإعتقاد - المفتي في الفقه - التبيين في نسب القرشيين- كتاب الرقة- الكافي في فقه الأمام احمد بن حنبل.
من اجل ماذا كان الجهاد و الإستشهاد ؟
ومن المفاجاءات التي جاءت علي لسان مقدم برنامج(نبع المعارف) الشاب قولهSad(الميل اربعين او معركة الميل اربعين هي احدي الملاحم في تاريخ السودان))....
(( السؤال هو الشهيد معاوية حمل مدفعه في تلك المعركة ..معركة الميل اربعين ... وصعد الي اعلي برج الدبابة فدمر المدرعة ومضي علي طريقة البراء بن مالك .. بما كان يلقب الشهيد معاوية؟)).
–طالب من جامعة الرباط الوطني كلية (ادارة البئية ودرء الكوارث): -(كان يلقب بسكران الجنة)!!
-مذيعة (نبع المعارف) الشابة: ((نعم كان معروف الشهيد معاوية بلقب سكران الجنة والأجابة صحيحة ))..!
( تصفيق)....
- المذيع الشاب: (( الف مبروك نحن الآن بنقدم ليك هدية عبارة عن ساعة حائط فاخرة.. جداً))!
كما حصل طالب من (رابطة خريجي الشقلة شرق) كذلك علي جائزة هي نسخة من كتاب (عقيدة المؤمن) بإجابته علي سؤال المذيع الشاب عن تاريخ معركة الميل اربعين، و معرفته لتاريخ معركة الميل اربعين وهو ((17/3 /1997)) ! ولكن فات علي الجميع تذكر التاريخ الهجري لمعركة الميل اربعين!
وظل المذيع الشاب يطرح عدة أسئلة حول تلك المعركة، ويتكلم بحنين واضح لأيام (الجهاد) و(أمريكا ... قد دني عذابها) ولمرحلة ما قبل (المفاصلة) التي انقسم فيها تظيم الجبهة الإسلامية الي مؤتمرين( وطني حاكم) و (شعبي أخرج من الحكم) وقال المذيع المستجد:
((ما زلنا (نتنفا) عبير معركة الميل اربعين.. كما هو معلوم لدي كثير منا وقعت هذه المعركة في منطقة الإستوائية.. قبل منطقة (لانيا).. وبعد معركة (بونقو) فما اسم هذه الولاية التي احتضنت الميل اربعين..؟))
- قالت طالبة من رابطة طلاب خريجي الشقلة شرق Sad(ولاية غرب الإستوائية طريق ياي)).
-الأجابة صحيحة.....تص
و منحت الطالبة جائزة (كتاب الكبائر للامام الحافظ شمس الدين).. كما حصل طالب من كلية (ادارة البئية ودرء الكوارث) بجامعة الرباط الوطني، علي جائزة أخري عندما تعرف علي أسم أمير مجاهدي معركة الميل اربعين، وكانت الجائزة عبارة عن نسخة من كتاب (الداء والدواء).. وقال المذيع الشاب عن امير مجاهدي معركة الميل اربعين: (( احد امراء الجهاد ما عاد من معركة قط الا وهو مصاب في جسده.. كان اديبا وشاعرا وكتب عدة قصائد منها .. ثم ماذا بعد هذا ؟ ثم ماذا لوعشقنا البندقية ؟))..!! و أشار مذيع (نبع المعارف) كذلك الي قصيدة (معروفة جداً جداً) كما قال،لأمير مجاهدي (الميل اربعين) هي قصيدة( أماه) ولكنه لم يقرأ من ابياتها شيئاً ،وهي في الغالب القصيدة التي جاء فيها:
غداً سنسحق زمرة الأوباش!!
أماه لاتبكي.....
مدي الي بمقبض الرشاش
كما قال مذيع (نبع المعارف)الشاب: ((ما زلنا في معركة الميل اربعين .. كانت معركة تاريخية كالقادسية التي انتصر فيها المسلمون بقيادة سعد بن ابي وقاص علي جيوش فارس .. فما هو وجه الشبه بين الميل 40 و القادسية ؟ السؤال ده يا أخوانا... الا زول يكون يعني يعني ملم تماما بتفاصيل المعركة....)) !!
وقد حصل طالب من ( جامعة الرباط الوطني) علي جائزة - كتاب ( حادي الارواح الي بلاد الافراح) لشرحه وجه الشبه بين معركة الميل 40 و معركة القادسية كالأتي:
((وجه الشبه قلة عدد المسلمين و كثرة عدد الكفار ...مع تقدم الاسلحة بالنسبة للكفار حيث كانت (الفييل) في معركة القادسية.... والسلاح الأبيض بالنسبة للمسلمين والدبابات في موقعة الميل اربعين .. كسر شوكة الكفار ونصر المسلمين ))!
و لخصت مذيعة (نبع المعارف) المستجدة، وجه الشبه بين معركة القادسية، ومعركة الميل اربعين بعد ان المحت الي ان جمع (فيل) هو ( أفيال) وليس(فييل)كما قال الطالب الذي اجاب علي السؤال، وقالت:
((كما هو يدرس الآن القلة في المؤمنين والكثرة في الجانب الآخر.. تطور سلاح الخصم عدداً وكيفاً - كما ذكرت-افيال في القادسية و الدبابات في الميل الأربعين....))! و اضافت بان من اوجه الشبه أيضاً ((انكاسر شوكة العدو( الحركة الشعبية) والنصر للإسلام ))...!
وأذا جاز للمشاهد ان يسأل: هل صحيح ان شوكة (العدو)-الحركة الشعبية قد انكسرت وانتصر الإسلام في جنوب السودان؟ ام ان الصحيح هو ان الحركة الشعبية بسطت سيطرتها علي الجنوب بانسحاب جيش المجاهدين شمالاً الي ماوراء حدود 1956 بموجب اتفاقية نيفاشا؟ واذا كانت هذه هي المحصلة النهائية لحرب الجنوب، فمن اجل ماذا كان الجهاد و الإستشهاد الذي تحتفل به جماعة(المؤتمر الوطني)-الجبهة الإسلامية، المسيطرة في الوقت الحاضر، علي تلفزيون( حكومة الوحدة الوطنية)؟!
التلفزيون الرسمي وتغييب الوعي
يثير برنامج (نبع المعارف) تساؤلات حول دور التلفزيون الحكومي، وواجبه في تبصير المواطنين بقضايا السلام، وحقيقة ما يجري في البلاد،بعد التوقيع علي (إتفاقية السلام الشامل) وتكوين (حكومة الوحدة الوطنية) ووصول (بعثة الأمم المتحدة) مع عشرات الالآف من العساكر الأجانب، بموجب قرارات مجلس الأمن لحفظ السلام، وحماية كل المواطنين السودانيين، ومراقبة انتهاكات حقوق الانسان، والمساعدة في المجالات الإعلامية و الإقتصادية والسياسية والعسكرية والقانونية، بما في ذلك حماية حقوق الإنسان وإستقلال القضاء. ومن الواضح ان تلفزيون (حكومة الوحدة الوطنية) يعمل علي تغييب الوعي وتضليل المواطنين ببثه لبرامج (طالبانية) بعيدة عن روح الدين وواقع العصر، مثل برنامج (نبع المعارف) الذي لم يستح أهله من الإحتفال بـ(انتصار الإسلام وكسر شوكة العدو) في الجنوب، وذلك علي شرف إجتماع قيادات المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية!
ان مستقبل السلام والوحدة الوطنية في السودان، تحفه الكثير من التناقضات والمخاطر، و(المعارف) التي نبعت من برنامج (نبع المعارف) تطرح أسئلة هامة، لابد من مواجهتها، من هذه الأسئلة:
- في ظل إصرار (جماعة المؤتمر الوطني)علي إضفاء صفة دينية علي حرب الجنوب وتسميتها بالجهاد، من المسئول عن مأزق السودان الحالي؟
- من المسئول عن الأرواح التي أزهقت في حرب(الجهاد) الطويلة سواء من ابناء الشمال او الجنوب؟
- لماذا لاتتم محاسبة الذين اعلنوا الجهاد في الجنوب ضد (الكفار) وضحوا بعشرات الالآف من الشبان المساكين، وزجوا بهم في أتون تلك الحرب اللعينة، ثم انسحبوا من الجنوب و سلموه لجيش الحركة الشعبية (الكفار) بعد عقدهم لقران الأيفاع والأغرار علي حور الجنان؟
-في ظل الأصرار علي إضفاء صبغة دينية علي حرب الجنوب وتسميتها بالجهاد، هل (يجوز) في الشريعة اقتسام السلطة بين (كفار) الحركة الشعبية و(مجاهدي) المؤتمر الوطني ؟
-وهل يجوز ( للمجاهدين) -إخوان الشهداء، إقتسام الثروة مع (الكفار)؟
-وهل يحق للذميين من اهل الجنوب أخذ حصتهم من إيرادات الدولة بموجب حق المواطنة؟ ام عليهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون بمقتضي الشريعة؟
-هل يجوز للدولة المسلمة، القبول بعساكر غير مسلمين، في أراضيها، بغرض حماية مواطنيها من المسلمين او غير المسلمين، كما هو الحال بالنسبة لقوات الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، المتواجدة حالياً في الجنوب ودارفور والخرطوم؟
ان الأجابة علي أسئلة كهذه يمكن ان تجنب السودان، بطبيعة الحال، تكرار التجارب الفاشلة، وانفجار القنابل الموقوتة و حلول الكوارث المؤجلة أو الوشيكة الوقوع !!
لابد للسلام الحقيقي في السودان من مشروع إستنارة!!
لقد قضت مشكلة دارفور التي أفرزها إتفاق( مشاكوس الإطاري) قضاء مبرماً علي ما تبقي من احلام جماعة (المؤتمر الوطني)-الجبهة الإسلامية الحاكمة، في الإنفراد بحكم السودان باسم الإسلام، بعد تمرير مخططهم الرامي لفصل الجنوب، وتحويل الحرب هناك الي حرب جنوبية-جنوبية. كما ان برتكولات نيفاشا قد كشفت للشعب السوداني الكثير من تناقضات وزيف (مشروع الجبهة الإسلامية الظلامي) واتضح للسودانيين مدي بؤس جماعة ( الإنقاذ) السياسي وافلاسها الفكري والأخلاقي، كونها جماعة لاهم لها سوي إستغلال الشعارات الدينية، والتضحية بدماء الأبرياء، في سبيل السلطة والجاه والثروة. و لكي لا تتكرر مآسي الحرب الأهلية مرة أخري في مستقبل البلاد، و من أجل حماية أهل السودان من شرور المهووسين وإرهاب الإرهابيين، و نفاق المتاجرين بالشعارات الدينية،لابد من عقد محاكم جنائية لمجرمي الحرب الأهلية في السودان، علي غرار المحاكمات الشهيرة التي عقدت للنازيين في نورمبرج، عقب الحرب العالمية الثانية ، كما انه لابد من محاكمة هذه الجماعة امام الرأي العام السوداني، وذلك بكشف تناقضاتها وفسادها وزيفها وأكاذيبها وجرائمها التي لا تحصي. ويمكن القول بان السلام الحقيقي والديمقراطية والوحدة الوطنية في السودان، بحاجة لـمشروع إستنارة سوداني، يخلف مشروع الجبهة الظلامي الحالي، و يعمل علي إحلال الوعي والمعرفة العلمية والفهم الصحيح للدين، محل الهوس والتطرف والخرافة، فتبعث من ثم مكارم الأخلاق، و تشع أنوار الحق والصدق فتبدد ظلمات الكذب والنفاق. ان الإستنارة والوعي في السودان من الضرورات اللازمة لإحلال العدل محل الظلم السائد اليوم، ولإحترام الحريات والحقوق الدستورية والقانونية للإنسان السوداني. وبالإستنارة العلمية ستنهزم ظلال الديكتاتورية والوصاية.. كما ستعلو شموس الحرية و الديمقراطية في آفاق السودان.
عرمان محمد احمد

‏23‏/05‏/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى