امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

عبد الله الشقليني :درويش يا حمل الذبح السرمدي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

الإدارة


Admin

لا أعرف كيف أنزعُكَ من صدفة القلب الذي أتعبني بوجع رحيلكَ وأسلَمَكَ سماءً سرمدية الغياب ، لتتألق نجماً ساحراً في أكوان المحبة ، تحرُسك فيالق دواوين شِعرٍ تُلبِس أعداءك التاريخيين قلنسوة الظُلم المبين.
لن أستدعي قصائدك مثل الذين يتَّمهم حُزن فراقكَ ، بل سأفلِق شرنقة الشعر وأهوي بمشاعري العطشى لنهرك الذي لن يجفّ أبدا . نثرت دُررك على أحصنة تصعد شُهب الكلام ومسرحيات القصيد في الهواء الطلق .
نشهدُ أن للظلم ألاف المُجنزرات ، وملايين الأطنان من بارود السحل وآلاف الطائرات الراجمات القاتلات ، يقفنَّ على شهادة زورٍ وتقف أي من قصائدكَ ، آتية من ولادة مُتعسرة ، مخضبة بدماء شهادة الحق . تقول للظالمين ألف لا ، فالحق كما قالت فضائية الجزيرة : يأبى على النسيان .
بُورِكْتَ سيدي من قِبَل كل الذين انتظموا و ربك صفاً صفا . بإذنه تمجدت ، وبإذنه يبدأ عالمك الجميل في سنبلةٍ زاهية طَروب ، ومن فوق نجيمات أحلام أطفال الذين احتفظوا بمفاتيح بيوتهم في قلاع السكينة الحصينة منذ ستين عاماً أو يزيد . تقف أنتَ هنالك بمبسمكَ الساحر تسترد لهم قرى فلسطين المسحولة ببرزخها ، ناضرة ، متألقة فرحة بأزاهير الربيع ، وأغنيات مواسم قطف الكروم والكرز و خضار الموائد ، وزينة أفراح الصبايا وأهازيج شباب سيعود لوطنه ... وإن طال الزمان.
أول ما شاهدتُكَ واقفاً جبلاً على الجانب الغربي من فُسحة خضراء من وسط جامعة الخرطوم ومن حولكَ الآلاف مذهولة من حفرك الباهر في سجادة الشِعر العربي . صوتك أو جِزعكَ أو صليل أحزانك تفرحُ بالأمل الذي تُفرخه القصائد . اعتلت كتفيكَ زُمُرُّدة وسامٍ اسمها فلسطين .أمتُك على هضاب قممك العالية ترنو لمجد سيعود... ولو بعد حين .
نهضتَ أزرقاً كلون المياه التي تحمل الآمال العريضة ونهضت قمراً تُضيء للسواعد التي أبت الخُذلان واستبشرت بالمقاومة .
أقمت للشعر بيوتاً من زجاج بهجة للناظرين ، يمنعُ ُرصاص الرخاوة أن يصيب مقتلاً ، حتى جاءك خنجر القلب من حيث لا تحتسب ، وتعلم أنك أشبعته حنيناً إنسانياً فلم يصمد من ضيق شقاوة أسفارك و ضجيج الرحيل من مدينة لأخرى و عنت الهمّ الراحل معك منذ طفولتك ، حتى ترميكَ العصيَّة منهنَّ بالحقيبة ... وإن لاقت هوى في نفسكَ ! .
تُسافر وحيداً ؟... لا لن تُسافر وحيداً ،
بل تُسافر معك أمة الإنسانية مُجتمعة .على دربك كانت صادقة عاطفتكَ التي تنام في جنبِكَ الأيسر، وفعل الشعر الذي ينطق بالحق في وجه بيزنطة الجديدة ، يقتلع أضراسها من للآلئ فمها ، وتنتشر العدالة ...ولو بعد حين .
بُورِكت يا حمل الذبح السرمدي . صفعتَ الموت، وهو يحملك بأغصانه الفارعة بعيداً عن موطن الميلاد . فحياتك قد سطرها قلمك وكبدكَ التي انفطرت محبة لوطن سيزدهي في الآفاق... ولو بعد حين .
ألف سلام عليكَ . وموعودة أنتِ أيتها القدم الهمجية بأن تذرفي دمع القهر مِدراراً، فدولة الظلم ساعة وإن تعملقت .


عبد الله الشقليني

11/08/2008 م

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى