امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

علاء الدين بشير: في أزمة المحكمة الدولية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

الإدارة


Admin

في أزمة المحكمة الدولية

"خطة" الجامعة العربية ام "مخططها" ؟!

الخرطوم : علاء الدين بشير
ala-4506@hotmail.com

فى كتابه ذائع الصيت "خطة الهجوم" الذى نقل فيه وقائع الاعداد لضرب العراق و اسقاط نظامه التى كانت تمضى على قدم وساق داخل الحلقة الخاصة من متنفذى الادارة الاميركية ، اورد الصحافى الشهير بوب ودوارد مواقف الانظمة العربية من توجيه ضربة عسكرية الى بغداد و كيف انها تتبنى موقفا داعما للعراق فى العلن بينما تتفق سرا مع واشنطن على التعجيل بأسقاط النظام العراقى ، ففى اجتماع مغلق بين نائب الرئيس الامريكى ديك تشينى ، و عميد السلك الديبلوماسى فى واشنطن ، سفير السعودية –وقتها- الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سأل تشينى بندر عن ما يريده السعوديون . فرد بندر "بودنا ان يبقى كل شئ حميما وسريا الى حين" و تابع ان السعوديين بحاجة الى معرفة التفاصيل الدقيقة للخطة العسكرية . و قد فسر تشينى ذلك لبوب ودوارد على انه رغبة من حكام السعودية فى التأكد من جدية الادارة الاميريكية فى توجيه الضربات العسكرية لبغداد . و اوضح ودوارد ان الرئيس الامريكى جورج بوش طلب بعدها الامير بندر وحده و اجتمعا معا لربع ساعة .

و يورد ودوارد فى صفحة 494 من الكتاب ان الامير بندر الذى يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الامن السعودى ، طلب موعدا مع الرئيس بوش لابلاغه رسالة عاجلة من ولى العهد الامير –وقتها- عبد الله بن عبد العزيز الذى كان لا يزال يرغب فى الاطاحة بصدام حسين عن طريق العمل السرى ، و اشار الى ان التأخير فى توجيه الضربات انتظارا لما ستسفر عنه النقاشات المحتدمة داخل اروقة الامم المتحدة بين البلدان الكبرى الرافضة للغزو الامريكى لبغداد و التى كانت مهمة لجهة مساعدة حليف الامريكيين رئيس الوزراء البريطانى ، تونى بلير امام الراى العام فى بلاده العبأ ضد الذهاب الى الحرب مع الولايات المتحدة دون موافقة الامم المتحدة . و يضيف ودوارد ان هذا التردد بنظر السعوديين كان اسوأ من الحرب لان السعى لمساعدة بلير كان يجرح مشاعر "اصدقاء" امريكا فى الشرق الاوسط و يصف حالة العاهل الاردنى الملك عبد الله المتواجد فى واشنطن وقتها ، قال انه كان غاضبا و خارجا عن طوره من ذلك التردد . و ينقل ودوارد وقائع لقاء اخر جمع بندر الى الرئيس بوش مبينا ان الاول بدا مرهقا مضطرب الاعصاب والعرق يتصبب منه بغزارة حتى سأله الرئيس بوش :

ماالمصيبة التى حلت بك ؟ الست متوفرا على شفرة حلاقة او اى شئ تحلق به "درج الامير السعودى على الاحتفاظ بلحية حسنة التهذيب غير ان وجهه بدا فى ذلك اليوم غابة شعر شعثاء" .

رد بندر : سيادة الرئيس قطعت وعدا على نفسى بألا احلق الى ان تبدأ هذه الحرب .

اجابه بوش : حسنا ، انت موشك سريعا على الحلاقة .

قال بندر : ارجو ذلك ! غير اننى اخشى ان اصبح مثل بن لادن حتى موعد هذه الحرب "مشيرا الى لحية بطول قدم او اثنين" .

و يورد ودوارد ان بوش فى لقاء ثالث طمأن بندر بأنه سيكون الشخص الاجنبى الوحيد الذى سيعلم بميقات الهجوم على بغداد . و قد اوفى بوش بذلك حينما دعت مستشارة الامن القومى وقتها كوندليزا رايس بندر الى منزلها فى السابعة مساء لتخبره بان صديقه بوش يعلمه ان المقاتلات الاميركية ستنطلق بعد ساعة لتدك حصون بغداد .

و يورد ودوارد ان المسؤولين الاميركيين تفاجأوا بموقف السوريين المؤيد لاسقاط صدام بجانب عدد كبير من القادة الذين كانوا فى الوقت نفسه يعقدون قمة عربية طارئة لبحث "سلمى للازمة الاميريكية مع النظام العراقى" ! .

و عطفا على تلك الوقائع فأن الدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة الشهر الماضى على خلفية طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية من قضاة الدائرة التمهيدية بالمحكمة ، توجيه الاتهام للرئيس البشير بأرتكاب جرائم الابادة الجماعية و جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية بدارفور ، لم تأت بمبادرة من الجامعة العربية و انما تمت بطلب من الحكومة السودانية ، و قد انتهى الاجتماع الى موقف ديبلوماسى من الجامعة العربية تعرب فيه عن قلقها من ان تقود اتهامات المحكمة الى تازيم الاوضاع فى السودان ، و تحدث عن خطة عربية لنزع فتيل الازمة بين الطرفين عرضها الامين العام للجامعة على الرئيس البشير اليومين الماضيين مؤداها طبقا لرويترز اما تسليم المتهمين الى محكمة لاهاى او ان تحاكم الحكومة مرتكبى الانتهاكات فى دارفور فى محاكم وطنية بمراقبة دولية و عربية و افريقية ، دون تحديد للشخصيات التى ستحاكم مع تشكيل محاكم خاصة و مدع عام حتى تكون المحاكمة اكثر فاعلية مع اعطاء الحل السلمى الاولوية لانهاء النزاع الناشب فى الاقليم المضطرب ، و التزمت الجامعة العربية بانه اذا ما وفقت الحكومة على الخطة فأنها ستمضى الى مجلس الامن طلبا لتدخله من اجل تأجيل اجراءات المحكمة الجنائية الدولية .

و تبدو "الخطة" العربية و كأنها ابراء للزمة تجاه "الاشقاء" على هامش العالم العربى ، بالنظر الى الموقف الدولى و خاصة الغربى منه المتصلب تجاه الخرطوم ، فحتى الامم المتحدة نأت بنفسها عن التدخل فى عمل المحكمة الدولية و قالت انه لا يمكنها فعل ذلك . فضلا عن ان موقف الحكومة المعلن حتى امس الاول من ممانعتها فى تسليم اى سودانى ليحاكم بالخارج لانها تعى انها ان فعلت ذلك فان ذلك يعنى ضمنا الاعتراف بالمحكمة الدولية التى ترى انها غير معنية بها لانها ليست عضوا فيها . و فى الطرف الاخر فأن المحكمة الدولية كانت قد اعلنت مبكرا فى قرار الدائرة التمهيدية التى نظرت فى طلب اتهام المدعى العام الدولى للوزير احمد هارون و على كوشيب فى ابريل 2007 وفى سياق تبريرها لمقبولية الدعوة انها اتضح من مذكرة اتعام المدعى ان على كوشيب رهن التحقيق فى احداث جرت فى دارفور بالسودان و ذكر الادعاء ايضا انه تابع عن كثب كل المبادرات القضائية التى اتخذتها السلطات السودانية فيما يتعلق بالحالة فى دارفور . و رأت الدائرة التمهيدية ان التحقيق الذى تجريه السلطات السودانية مع كوشيب لا يشمل نفس الاعمال التى يستهدفها الطلب المعروض من المحكمة ، كما انها قبلت ما ورد فى مذكرة الادعاء التى اوضحت انه ليس هناك ما يشير الى ان احمد هارون رهن التحقيق ولا السلطات القضائية الوطنية شرعت فى مقاضاته فى اى جريمة تتعلق بالحالة فى دارفور . و عليه فأن الدائرة التمهيدية استنادا على الادلة و المعلومات التى قدمت اليها بشأن الرجلين رأت ان القضية ضدهما مقبولة و تندرج فى اختصاص المحكمة

و سوى ذلك فأنه و طبقا لنظام روما فيما يختص بمبدأ التكاملية و تدخل المحكمة فى حالتى كانت الدولة غير راغبة او غير قادرة ، فان مكتب المدعى كان خلص الى ان عدم قدرة الدولة السودانية راجع الى عدم وجود قوانين فى التشريع السودانى تجرم على جرائم الابادة و الحرب و الجرائم ضد الانسانية .

المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو كان اورد فى تقريره الدورى امام مجلس الامن الدولى فى يونيو الماضى انه "يواصل تبادلاته البناءة مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى و مع كل الدول الاعضاء فى الجامعة بشان تعزيز العدالة الجنائية الدولية ، و يعد دعم هذه الدول لاستقلال المكتب و نزاهته دعما ثابتا ! ! " . وقد زار اوكامبو اكثر من مرة كل من القاهرة و الرياض بخصوص تحقيقاته المتعلقة بالوضع فى دارفور و كان اخرها زيارته التى تمت فى مايو الماضى للبلدين و التى التقى فيها بعمرو موسى و وزير الخارجية احمد ابو الغيط ، لكنها تزامنت مع احداث ام درمان لذا فأنها عتمت على صداها فى الاخبار . وقد اشارت نية المحكمة الدولية اختطاف احمد هارون الذى قيل انه كان ينوى الحج العام الماضى عبر توجيه طائرته الى بلد اخر ، بطرف خفى الى ضلوع المملكة العربية السعودية فى العملية . و رغم ان غالبية الدول العربية ليست طرفا فى ميثاق روما و لكنها لا تستطيع الوقوف ضد ما يطلبه كبار العالم خاصة عندما يكون المطلوب غير مكلف بالنسبة لهم من الناحية السياسية !! .

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى