امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ليلة المولد-كابلي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1ليلة المولد-كابلي Empty ليلة المولد-كابلي الأحد أغسطس 03, 2008 5:04 pm

الإدارة


Admin

2ليلة المولد-كابلي Empty رد: ليلة المولد-كابلي الأحد فبراير 05, 2012 1:52 am

Manage



سر الليالي و الجمال .. لوحة شعرية مضيئة !!


عرمان محمد احمد


السودانيون قوم يهيمون بحب النبي محمد، عليه افضل الصلاة و اتم التسليم. و قد ملك حبه منهم شغاف القلوب، كونه الوسيلة، والتجسيد الحي، للقيم و الفضائل والشمائل الإنسانية الرفيعة، حيث جاء في محكم التنزيل( وانك لعلي خلق عظيم). ولذلك يعد ادب المديح النبوي، من اهم مكونات التراث الشعبي السوداني.

تعود بدايات ادب المديح النبوي، في التاريخ، الي ايام (حسان بن ثابت) الذي قال في مدح النبي محمد صلي الله عليه وسلم:

واحسن منك لم تر قط عيني
واجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء

و منذ ذلك الحين تباري الشعراء في مدح النبي الهادي، عبر القرون، التي تلت البعثة المحمدية.

التصوف والشخصية السودانية

التصوف الاسلامي، من اهم مكونات الشخصية السودانية. وقد دخل الإسلام الي السودان، عن طريق مشايخ الطرق الصوفية، الذين كان لهم الأثر البالغ في حياة السودانيين. وقد كانت الطريقة القادرية، التي اسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد في حوالي عام 528 هـ - 1133م من اهم مناهل التصوف في السودان وغيره من البلدان. و التصوف ينبع اساساً من الهوية الإنسانية، التي تجتمع عندها كل الهويات.. يقول العارف النابلسي :

كم في هواكم ابان الشوق نيته
للغير حتي طوي سري طويته
كل الهويات قد صارت هويته

و الي مشايخ الطرق الصوفية يعود الفضل في تطوير ادب المدائح النبوية في السودان. ولايزال المادحون السودانيون يتنافسون في مدح ووصف النبي الحبيب، صلوات الله وسلامه عليه، و يتغنون بشمائله، ويبدعون في ذلك ايما ابداع.


المجذوب رائد المديح الحداثي

الشاعر السوداني الكبير،محمد المهدي المجذوب و لد بمدينة الدامر فى الثالث من مارس 1919م ، ويقول الشاعر ( ابى هو الشاعر المعلم ، الحافظ العلامة الفذ العابد ، الشيخ محمد المجذوب ، بن الفقيه محمد ، بن الفقيه احمد ، بن الفقيه جلال الدين ، بن الفقيه عبد الله النقر ، بن طيب النية الشاذلي الفقيه حمد ، بن الفارس الفقيه محمد المجذوب ، بن على البكاء من خشية الله ، بن حمد ضمين الدامر ، بن عبد الله المشهور برجل درو بن محمد ، بن الحاج عيسى ود قنديل ، بن حمد بن عبد العال ، بن عرمان...) . وقد ساهم المجاذيب بقدر كبير في اثراء التراث الديني و الادبي والشعري و اللغوي في السودان، و منهم جاء عميد الادب العربي، المغفور له العلامة، الدكتور عبد الله الطيب، رفيق صبا الشاعر المجذوب، الذي عناه بقوله:

خدين الصبا اين الليالى مضيئة هنالك في كنز من الأمس مـقفل

اتذكر نـارا اوقدت عند خــلوة عشـــــاء تغنى بالكــتاب المــنزل

وارجها الحـيران حتى تلفتت وألقت على الألواح أنظار اجـــدل

وللشيخ المجذوب الكبير، جد الشاعر محمد المهدي، قصيدة شهيرة في مدح النبي يقول مطلعها:

عليك صلاة الله ثم سلامه
الا يارسول الله اني مغرم

ثم تتري ابيات القصيدة، فيغري الشيخ السلام، علي كف النبي الكريم، الذي يجود ويكرم ويرحم .. و السلام، علي راس النبي الجليل المعمم بالجلال .. والسلام، علي وجه النبي الجميل المتلألي المضئ .. و السلام، علي قلب النبي المغيم بنور الله .. والسلام، علي صدر النبي، بحر المعارف الطامي، المتلاطم بامواج العلوم، الي ان يقول:

سلام علي ذات النبي محمد
فيا حسنها فيها الكمال متمم
سلام علي كل النبي محمد
نبي عظيم بالجلال معظم



ليلة المولد.. ام الليالي!!

جمع الشاعر المجذوب الحفيد، بين هواية الشعر والفن التشكيلي، و تناول الكثير من قضايا المجتمع السوداني، شعراً ونثراً، و اصدر العديد من الدواوين الشعرية، مثل ديوان( نار المجاذيب) و (الشرافة والهجرة) و ديوان ( منابر) و ديوان ( تلك الأشياء). وفي قصيدته (ليلة المولد) التي نحن بصددها تمازج ارث الشاعر الصوفي العرفاني، بالفلسفة والفن التشكيلي، فأنتج ملحمة ادبية رفيعة، مفعمة برؤي عميقة و جديدة، تتجلي فيها موهبة شعرية فذة.

بقصيدة ليلة المولد التي لحنها واداها الفنان السوداني الكبير عبد الكريم الكابلي، افتتح المجذوب، دورة جديدة، من دورات المديح النبوي الحداثي في السودان. تبدأ القصيدة بالصلاة علي النبي، وطلب الرحمة والغفران والعون من الله:

صل يا رب على المدثر
وتجاوز عن ذنوبي واغفر
واعني يا إلهي بمتاب أكبر
وفي اشارة خاطفة، لأحوال العالم، و المشاكل و النزاعات والحروب، التي تحركها الأهواء، وتغذيها الأطماع، و شهوات السلطة والثروة، التي تدفع الكثير من الناس الي التمادي في الظلم، يقول الشاعر:
درج الناس على غير الهدى وتعادوا
شهوات وتمادوا
لا يبالون وقد عاشوا الردى
جنحوا للسلم ام ضاعوا سدى

و يتسائل عن اسرار كونية، وقضايا سياسية واجتماعية ووجودية ، مثل قضايا السلام والعدالة، وعلاقتها بموضوع الجبر و الإختيار، بكل ابعاده الفلسفية و اعماقه العرفانية.. هل الشر علي الخير انطوي ؟ و هل بأمكان الانسان قتل وحش الحرب، ومن ثم النجاة بالسلام ؟ و هل تعود للضعفاء حقوقهم المشروعة؟ ويقول:

ايكون الخير في الشر انطوى
والقوى خرجت من ذرة
هي حبلى بالعدم
اتراها تقتل الحرب
وتنجو بالسلم؟
ويكون الضعف
كالقوة حقاً وذماما
سوف ترعاه الامم
وتعود الأرض حبا وابتساما

هنا تتناول الابيات قضية جوهرية، هي قضية حقوق المستضعفين، من الرجال والنساء والاطفال. و في عالمنا المعاصر تبلورت هذه القضية، في المواثيق الدولية لحقوق الانسان. فهل يتحقق حلم الشاعر؟ وهل ترعي هذه الحقوق فيغدو الحق ذماما ترعاه الأمم، ومن ثم تمتلئ الأرض بالحب وتبتسم متهللة بالسلام؟

و في حديث شفيف يمضي الشاعر، في مدح الحقيقة المحمدية، او التعيين الاول الذي حوي انوار الجمال والكمال، كما يقول الصوفية.. جاء في الحديث النبوي (اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر) .. ويتغني الشاعر بأوصاف النبي محمد، عليه افضل الصلوات واتم التسليم، فيصفه بأنه قمر ازهر من بدر السماء، يقرأ الناس علي ضوئه، حكمة الخلق واسرار الحياة والبقاء، و في هذه الحضرة يقول المجذوب:

رب سبحانك مختاراً
قديراً
أنت هيأت القدر
ثم ارسلت نذيرا للبشر
آية منك
ونورا
هو عين الله لولا ضوؤه
لم نر العالم في شتى الصور
جعل الموت رجاء.. وبقاء
وغراساً منه لا يفنى الثمر
صل يا رب على خير البشر
الذي اسرج في ليل حراء
قمراً ازهر من بدر السماء
يقرأ الناس على اضوائه
حكمة الخلق واسرار البقاء
من إله قد هدى بالقلم
علم الإنسان ما لم يعلم

السودانيون من اكثر امم الأرض حباً وتقديساً وتوقيراً للنبي محمد، صلي الله عليه وسلم،ولذلك فأن احتفالية المولد عندهم من اعظم الاحتفالات. وفيها يبلغ فن المديح النبوي ذروته.و تصور القصيدة التي نحن بصددها جوانب من احتفالات المولد في السودان، و بكلمات محكمة الصياغة، تتناغم فيها المضامين العرفانية، الكونية والإنسانية، ترسم القصيدة لوحة تشكلية مضيئة لليلة المولد:

ليلة المولد يا سر الليالي والجمال
وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال
موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال
طاف بالصاري الذي اثمر
عنقود سناء كالثريا
ونضا عن فتنة الحسن الحجابا
ومضى يخرجه زيّاً فزيّا

بريشة انيقة رشيقة، رسم الشاعر لوحته التي يظهر فيها المولد بزيناته، كربيع سحر الأنفس بالسحر الحلال، في وطن مشبوب الخيال.. و تنداح دائرة الضوء، في هذه اللوحة الشعرية، الي ان يصير (صاري المولد) كشجرة زيتون، يثمر اعلاها عناقيداً من ضياء كالثريا.

وزها (ميدان عبد المنعم)
ذلك المحسن حياه الغمام
بجموع تلتقي في موسم
والخيام قد تبرجن
واعلن الهيام

هنا يرسم المجذوب بريشة التشكيلي الشاعر، لوحة اخري تصور احد الميادين العامة في العاصمة السودانية، هو ميدان (عبد المنعم محمد) احد المحسنين السودانيين، الذين امتدت اياديهم، الي فعل الخيرات، و بناء المستشفيات، وتأسيس دور العلم والرعاية الاجتماعية للأيتام و الفقراء. و هو الدور الذي بدأت تنهض به في وقتنا الحاضر، بعض منظمات المجتمع المدني، الي جانب المحسنين والحكومات. و من الواضح ان الشاعر قصد، تخليد ذلك المحسن، في هذه الملحمة الرائعة، التي عكف علي رسم مشاهدها، في لوحته الشعرية الجمالية، التي تترآي فيها خيام المولد، و كأنهن اسراب حسان قد تبرجن، واعلن الهيام. و يستمر التصوير الشعري لساحة المولد :

وهنا حلقة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضربا
فتئن
وترن ثم ترفضّ هديراً
أو تجن
وحواليها طبول
صارخات في الغبار
حولها الحلقة ماجت
في مدار
نقزت ملء الليالي
تحت رايات طوال
كسفين ذي سوار

و يتنقل الشاعر بسلاسة بين صورفلكلورية مشحونة بشتي المشاهد.. وترسم كلماته، انوارا ورايات بيضاء وحمراء وخضراء، تحول ساحة المولد، الي مهرجان الوان، تعانق فيه الكتل البشرية، ايقاعات الطبول و الدفوف والنوبات والالحان المنبعثة من حلقات الذكر:


وتدانت أنفس القوم عناقاً
واصطفاقاً
وتساقوا نشوة طابت مذاقاً
ومكان الأرجل الولهى طيور
في الجلابيب تثور..
وتدور
تتهاوى في شراك
ثم تستنفر جرحي
وتلوب
في الشباك
مثلما شب لهيب
وعلا فوق صدى الطبل الكرير
كل جسم جدول
فيه خرير
ومشى في حلقة الذكر فتور
لحظة يذهل فيها الجسم
والروح تنير
وعيون الشيخ أُغمضن على
كون به حلم كبير
والمقدم
يتغنى يرفع الصوت عليا
وتقدم
يقرع الطبل الحميا
ورم الذكر وزمزم
واستقامت حلقته وانحنت حين انحنى
وهوت والطبل نار
تتضرم
وتصدى ولد الشيخ
وترجم
حيث للقطب حضور
وتداعَى وتهدم
وينادي منشد شيخاً هو التمساح
يحمي عرشه المضفور
من موج الدميرة
ندبوه للملمات الخطيرة
شاعر أوحى له شيخ الطريقة
زاهد قد جعل الزهد غِنى
فله من رقع الجبة
ألوانا حديقة
والعصا في غربة الدنيا
رفيقة
وله من سبحة اللالوب عقد
ومن الحيران جند
وله طاقية ذات قرون
نهضت فوق جبين
واسع رققه ضوء
اليقين
وفتى في حلبة الطار تثنى
وتأنَّى
وبيمناه عصاه تتحنَّى
لعباً حركه المداح
غنَّى..
رجع الشوق وحنَّا
وحواليه المحبون يشيلون صلاة
وسلاما
ويذوبون هياماً
ويهزون العصيا
ويصيحون به أبشر لقد
نلت المراما

هي اذن ليلة فرح كبير وجمال آسر، يبدو فيه منظر الرايات الطوال مثل سفينة تتهادي وهي تمخر عباب الكتل البشرية، التي يعج بها ميدان المولد.. في تلك اليلة تبدو الجموع الغفيرة، مثل امواج كالجبال ، او كأنجم وكواكب تحلق في المدي و تدور في المدار.. و عبق المكان، و الحلوي وفرح الاطفال، ورونق ليلة المولد، كلها اشياء توحي للشاعر بأن الذاكراين في حلقات الذكر، قد خفت ارواحهم، حتي كادت اجسامهم ان تطير، او تتحول الي جداول، تنساب منها الماء في خرير.. و تضم اللوحة شاعر اوحي له شيخ الطريقة.. يرتدي جبة درويش مرقعة بالوان مثل حديقة.. وهو زاهد.. جعل الزهد غني.. وشيخ يغفو في حلم ملائكي .. وعيناه قد اغمضن علي كون كبير ...
صل يا رب على المدثر
وأعني
وانصر
بشفيع الناس يوم المحشر
الذي يسقي
صفاء الكوثر


عروس المولد و الأطفال

الاحتفال بمولد النبي في السودان موسم افراح كبيرة..وليلة المولد ليلة عرس اعظم يفرح فيها الكبار و الاطفال، و فيها تو زع الحلويات من مختلف الاشكال والالوان.. ويصور الشاعر عروس المولد المصنوعة من الحلوي، كعروس حقيقية تتهادي، بعد ان جلاها التجار و الباعة، ووضعوها تحت اضواء ملونة كقوس قزح، فصارت عروس الحلوي مثل اميرة تجلس فوق عرش من كنوز ولآلئ من اساطير الخيال:

وهنا في الجانب الآخر أضواء رقاق
نشرت قوس قزح
من رجاء وفرح
من ربيع في دجى الليل يراق
ونساق
انفس شتى وبطء واستباق
وفتاة لونها الأسمر
من ظل الحجاب
تتهادى في شباب وارتياب
قد تحييك وتدعوك
بأطراف الثياب
وهي قيد وانطلاق
واضطراب واتساق
إن نأت عنا وأخفتها الديار
فعروس المولد الحلوة جلاها التجار
لبست الوانها شتى
اميره
ما احيلاها صغيره
وقفت في كرنفال
فوق عرش دونه الحلوى كنوز ولآلي
من اساطير الخيال

يتذكر الشاعر فجاءة الايتام والاطفال المحرومين، من الحلوي بسبب الفقر، وتطوف بذهنه، ذكري صاحب المولد، اليتيم الرحيم، الذي لا تكتمل ذكراه الا بتذكر الفقراء ممن يجوبون الموالد، و لا نصيب لهم في الحلوي.. و تتبدي في هذه اللوحة صورة انسانية صادقة ومرهفة، لأم اطفال صغار، عصف بهم بؤس الليالي، ووردوا الي المولد يحدوهم شوق الي الحلوي عـظيم، ولكنهم عادوا بالغبار:

وهي إن تصمت
ففي اعينها الوسن انتظار
حولها الأطفال داروا
بعيون تلمع الألوان فيها وتذيع
وبها من بهجة رفت دموع
لهفتا كم عصف البؤس بأطفال صغار
وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار
ويح أم حسبوها
لو ارادوا النجم جاءت بالدراري
ويحها تحمل سهد الليل في صحو النهار
رب ارسلت يتيماً
قام بالحق رحيماً
قد ذكرناه فهل نذكر من امسى عديماً ؟

جانب آخر من المولد

تتجول ريشة الشاعر مثل عدسة، فتلتقط مشهداً للجانب الآخر من المولد، وهو سوق الطعام والشراب، المسمي (سوق الزلعة) ومنه تفوح رائحة الشواء .. وهناك يقلب بائع الأطعمة عينيه، كأنه خطيب يخطب في الجماهير الغفيرة..ومن حوله (كوانين) الفحم الوقورة ترسل من نارها ريح شواء تتهادي في الفضاء. وهناك يلبي الشاعر نداء العشاء في مطعم، يعج كقصر اماره، ويبدو صاحبه البدين كعراف جاء اليه الزبائن من كل حارة:

وهنا في الجانب الآخر سوق
هو سوق الزلعة
وبه طبل وبوق
من صراخ الرغبة
حفلت دولته في حلة
سلبت كل العيون
والظنون
كيف لا يا لذة الليل ويا أم الفتون
ربها قلّب عينيه خطيباً
في الجماهير الغفيرة
مرسلاً من ناره ريح شواء
تتهادى في الفضاء
بنداء لم يجد فينا عصيا
ودعانا .. ثم حيّا .. وتهيّاً
وحواليه الكوانين الوقوره
ولها من داخن الفحم ذريره
وحريره، وضفيرة
ترشق (الأسياخ) فيها
نظمت باللحم نظماً
وارتوت دهناً وشحماً
ودخلنا مطبخاً زاط ولا قصر الإمارة
ربه البادن عراف اتته كل حارة
وتعشينا وأحسسنا أمانا
وشربنا وارتوينا

في الختام يعود الشاعر الي البيت في ساعة متأخرة من الليل، بعد ان غشي النعاس عينيه واعين الناس، فيخلد الي الراحة والنوم، مخلفاً خلفه زحام ليلة المولد.. ويأوي الي سريره.. و يسمع من بعيد، صدي طبل كصوت طفل وحيد ساهر في الدجي.. ثم يبدأ الغسق في تبشير الآفاق بصبح جديد ووعود، يسمع فيها الشاعر بقايا النشيد :

ومشينا، وشعرنا
بنعاس في خطانا
وسلام هو لو دام
لأحمدنا الزمانا
ومضى الليل
وناداني سريري والمنام
فتركت المولد الساهر
خلفي والزحام
من نفوس رجت الري
ولم يهمل غمام
فهي ظمأى في القتام
وبسمعي الطبل دوّى من بعيد
كوليد.. في دجى الليل
وحيد
وبقايا من نشيد
عبرت سمعي طيرا
في ظلام بشر الآفاق
بالصبح الجديد والوعود

ثم يناجي الشاعر ربه بالدعاء .. ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليك.. ما اعتمدنا ربنا إلا عليك.. وبالصلاة والسلام علي النبي، يختم كما بدأ ..

وذكرنا الهادي المختار ذكرى

ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا

صل ياربّ عليه

وتجاوز عن ذنوبي واغفر

واعني بمتاب أكبر

امتلأت روح الشاعر طهراً وصبراً بذكر النبي الهادي.. فسلم و صلي علي خير البشر.. وهو يرجو من الله عوناً و متاب اكبر.. بينما تبقي ليلة المولد لوحة شعرية مضيئة، تبوح باسرار الليالي و الجمال.. والكمال السرمدي!!

عرمان محمداحمد
السبت 12 ربيع الأول 1433 هـ
الموافق 4 فبراير 2012


الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى