امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

عرمان محمد احمد:إنفصال جنوب السودان وأجندة الأمريكان!!(2)..عرمان محمد احمد:إنفصال جنوب السودان وأجندة الأمريكان!!(2)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عرمان محمد احمد

عرمان محمد احمد








إنفصال جنوب السودان وأجندة الأمريكان!!

(2)



عرمان محمد احمد




تفاؤلات البسطاء، من أهل السودان، بالسلام النهائي العادل والشامل، وأحلامهم الوردية بالرخاء والإستقرار، لاتغني عن النظرة السياسية الواقعية، لسناريوهات "السلام" في السودان التي يجري الإعداد لها حالياً في واشنطن، او تلك التي يجري بحثها في منتجع نيفاشا السياحي بكينيا. وقد رأينا في الأيام الماضية تهديدات الكونغرس الأمريكي، وإدارة الرئيس بوش الأبن، الغليظة، لحكومة "الإنقاذ الوطني الاسلامية" التي صيرت إستقلال و سيادة و وحدة السودان في خبر كان.

يقول الأكاديمي البريطاني المعروف "د.بيتر ودورد" ان "تقرير المصير" لن يؤدي الا الي "تفتيت وحدة السودان وتمزيقه الي دويلات". بيد ان التجربة التي مرت بها مفاوضات"السلام" في الأيام الماضية، تثير الكثير من التساؤلات، حول جدوي "تقرير المصير" للمناطق المهمشة، في دولة فقدت إستقلالها وسيادتها الوطنية، لدرجة ان تقوم دولة أخري بسن قانون، تفرض به عليها أجندة خاصة للسلام، بل و تهدد بعقاب حكومة" الإنقاذ الوطني" و حركة "التحرير" الشعبية المناوئه للحكومة في آن معاًً، في حال عدم إنصياعهما للأوامر الأجنبية. هذا الشئ يثير بطبيعة الحال، تساؤلات، لا يمكن تجاوزها من قبل فلاسفة "تقرير المصير" للمناطق المهمشة، في السودان.

وقد أعد مركز الدراسات الإستراتيجية، بواشنطن دراسات حول التخطيط لمرحلة ما بعد السلام، منها دراسة بعنوان:


"To Guarantee the Peace: An Action Strategy for a Post-Conflict Sudan."
علي غرار الدراسة التي أعدت للعراق تحت عنوان مشابه. و في الشهادة التي أدلي بها د.ج. استيفن موريسن، مدير البرنامج الأفريقي، بالمركز الأمريكى المذكور، في الحادي عشر من مارس 2004، امام اللجنة الفرعية لأفريقيا، المنبثقة عن لجنة العلاقات الدولية بالكونغرس، تحت عنوان:

"Testimony before the Committee on International Relations United States House of Representatives“ SUDAN: PEACE AGREEMENT AROUND THE CORNER".

وردت الإشارة الي بعض الخطوط العريضة، لتلك الدراسة التي تحمل رؤية بعض الباحثين المؤثرين في صناعة القرار، في الولايات المتحدة، للسلام في السودان خلال المرحلة القادمة. وبعد ان طرح د. موريسن امام الكونغرس السؤال التالي: "هل التوصل الي تسوية، في المفاوضات الحالية بين الحركة الشعبية والحكومة، سيعالج كل أمراض السودان؟ أجاب علي سؤاله : لا. ولكنها بالتاكيد خطوة أولي هامة، ولا يمكن للولايات المتحدة النكوص عن التقدم الذي تم إحرازه في هذه الخطوة الأولي، أوالتفريط فيه:

"Will a negotiated settlement between the SPLM/SPLA and the Government of Sudan resolve all Sudan’s ills? No, but it is an absolutely critical first step and we can not afford to become distracted, nor squander the important progress made so far in realizing this first step. ".



وبرغم الإتفاقيات الفرعية، التي تم التوصل اليها في مفاوضات الحكومة مع الحركة، حول الترتيبات الأمنية واقتسام الثروة، تطرح ورقة مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن، عدة سناريوهات عسكرية ولوجستية، وأمنية و إقتصادية ودبلوماسية، في مرحلتي المفاوضات، وما بعد توقيع الإتفاقية النهائية.


البترول والعقوبات و تحدي الديون الخارجية



ويري د.مورسن ان "التحدي" الذي سيواجه الإدارة الأمريكية، في مرحلة مابعد السلام في السودان، هو تطبيع العلاقات بين الحكومة السودانية، والولايات المتحدة، ورفع العقوبات، وإقناع مؤسسات التمويل العالمية، مثل بنك التنمية الأفريقي، والبنك الدولي، وصندوق النقد، وبقية المانحين، بتطبيع علاقاتهم مع السودان، وسداد السودان لمتأخرات ديونه، التي تصل الي حوالي 21 بليون دولار، و ينتظر ان يسدد السودان منها في المدي المنظور، حوالي 3 بليون دولار.

وستكون الثروة البترولية بطبيعة الحال، بمثابة ضمان لقروض السودان، في مرحلة مابعد السلام. وقد ارسل المركز المشار اليه مجموعة من الخبراء، أثناء مناقشات مشاكوس2002 لعرض تحليلاتهم لحاضر ومستقبل قطاع الطاقة في السودان، و لكيفية تقسيم الثروة.وبناء علي ذلك تم في يناير 2004 توقيع اتفاقية فرعية لتقاسم الثروة بين الحكومة والحركة، تضمنت بصورة تفصيلية، بنوداً تتعلق بإنشاء مفوضيات ولجان، وأجهزه ادارية لتنفيذ الإتفاقية، مثل مفوضية الأراضي، و المفوضية الوطنية للبترول، إضافة لتنظيم اجراءات الإستدانة من الخارج، ومن النظام المصرفي بالداخل، لكل من الحكومة المركزية وحكومة الجنوب.. مع إنشاء نظام مصرفي اسلامي في الشمال واخر غير اسلامي في الجنوب.. الي جانب إسناد مهام البنك المركزي لدولة الجنوب، الي بنك السودان لحين أكتمال إنشاء بنك الجنوب المركزي، خلال الفترة الإنتقالية.
كما أشتملت الإتفاقية الفرعية لإقتسام الثروة، علي الكثير من التفاصيل والإجراءات، المتعلقة باقتسام الموارد والثروة البترولية وعائداتها، وإقتسام أموال الضرائب المباشرة وغير المباشرة،التي تقوم الحكومة المركزية في الشمال، بجبايتها و زيادتها وفرض المزيد منها، و إصدار التشريعات والقوانين اللازمة لذلك، خلال المرحلة الإنتقالية.



ولما كان نصيب الحكومة % 5 من إنتاج البترول، حسب التعاقدات الحالية، وهي نسبة مرهونة، كما يقال، لسداد قروض من الصين، وماليزيا التي قامت في الماضي، بتسديد جزء من مديونية السودان، لصندوق النقد الدولي، فمن المتوقع ان تلجاء الحكومة الي فرض المزيد من الضرائب، في المرحلة التالية، لتوقيع الإتفاقية النهائية للسلام- إذا تم التوقيع- للوفاء بالكثير من إلتزمات الفترة الإنتقالية. و بالطبع سيجري كل ذلك بالرغم من غياب اوتغييب رأي دافع الضرائب السوداني، في اتفاقيات السلام المصيريه، التي يجري التفاوض حولها الآن في كينيا، بين الحكومة والحركة والوسطاء الأجانب.



و الملفت للنظر بعد توقيع إتفاقية " أدريس محمد عبد القادر- نهيال دينق نهيال" الفرعية، لإقتسام الثروة بين الحكومة والحركة الشعبية، تصريح أحد الوزراء الكينيين بأن بلاده أحق ببترول جنوب السودان من الولايات المتحدة، لأنهم ظلوا يستضيفون قادة الحركة الشعبية، طيلة الفترة الماضية!!



السودانيون بلا إرادة او قدرة علي حفظ أمنهم؟



و يري "مورسن" في شهادته أمام الكونغرس، المشار اليها، ضرورة إرسال قوة تدخل سريع، مزودة بقدرات إستخباراتية، وشرطة أجنبية، إضافة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهو أمر سيصعب بيعه للسودانين، كما يقول مورسن، او حتي تسويقه في مجلس الأمن، ولكن لا مناص من ذلك في رأيه:


"A large UN peacekeeping force will be required – Secretary Powell has spoken of 8-10,000 troops – with a robust Chapter VII mandate. That force should include a small, quick-reaction force, possess strong intelligence capacities, and should be led by a core force from an industrial power. It will need careful forward planning, sufficient funding, a strong focus on advising and training the joint/integrated units of Sudan’s armed forces, and an international civilian police element with sufficient means to train Sudanese police. None of these pieces are in place today. Further, what is proposed here will be a tough sell: with the Sudanese parties themselves, internally within the Administration, within Congress, and within the UN Security Council. Unfortunately, there are no good, credible alternatives''.



وفي الجانب الأمني لا يستبعد د.مورسن احتمالات القيام بعمليات إرهابية من الخارج، تهاجم عملية الأمم المتحدة في مرحلة السلام.


"It is not inconceivable that outside terrorist groups will be attracted to assault the UN operation. ".

كما يوضح مدير البرنامج الأفريقي بمركز الدرسات الإستراتيجية، الأمريكي، بواقعية شديدة الأسباب التي تدعو لإعداد قوات تدخل سريع في السودان، بقيادة الولايات المتحدة، وهي تجنب تتكرار تجارب قوات الأمم المتحدة، في سيراليون، وجمهورية الكنغو الديمقراطية. ويقول:



"انها لكارثة، ان نظن بأن السودانيين من الطرفين في"الشمال والجنوب" لديهم الإرادة او القدرة، لحفظ أمنهم بطريقة سليمة، او أن قوات أمم متحدة خفيفة، ومفوضة وفقاً للفصل السادس للقيام بحفظ السلام ومراقبة الأحداث، سيكون كافياً:

"We will invite disaster – and risk repeating the initial UN peacekeeping failures in Sierra Leone and the Democratic Republic of the Congo – if we assume the Sudanese parties themselves will have the will or capacity to police themselves adequately, or that a light UN peacekeeping force with a Chapter VI mandate simply to monitor events will be adequate". .



حديث مدير البرنامج الأفريقي، بمركز الدرسات الإستراتيجية الأمريكي، يعني ان السودانيين في "الجنوب والشمال" لا ينقصهم التدريب، والإمكانيات الفنية فحسب، وانما كذلك الإرادة والقدرة علي حفظ أمنهم، أي انهم بحاجة الي وصاية أجنبية، تحت راية "تقرير المصير" للمناطق المهمشة. فهل هذه نظرة دونية للسودانيين؟
ام انها احدي النتائج المنطقية لإخفاقات حكومة"الإنقاذ الوطني الإسلامية الجهادية " في السودان، في الوقت الحاضر؟ نواصل..

عرمان محمد احمد

أبريل 2004

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى